عرض ومراجعة ونقد منهاج تفكر مع أنوس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

بِسمِ الله ..

إن من العلم نقدا ، وإن من البناء نقدا ، وإن من تمام الفهم نقدا، فالنقد الهادف فهم وعلم وبناء ، بل هو أصعب من التأليف ، وأعسر من التصنيف، وليس صحيحا أن كل نقد غايتة الهدم ، ومنتهاه الإقصاء، ومبلغه الإسقاط، وسبيله المشاغبة، بل هو مساهمة في العلم نفسه ، ومشاركة في التحصيل ذاته ، ما دام صاحبه متحليا بالإنصاف ما أمكن ، وبالتجرد ما استطاع، وما دام كلامه على طريقة أهل العلم ومتعارف أهل الاصطلاح، وبالنقد القويم يرى الناس الذهب من النحاس ، ويستخلصون الجوهر من وسط الخزف ، ولولا هذه التصفية وذاكم التنخيل لانطلى على الأمة كثير من الخطأ ولدخل في صرح بنائها غير قليل من الباطل ، والناقد مأجور كما أن المصنف كذلك ، المهم أن تصفو النية ويصدق الوجه ، فإذا لم تصف النية ويصدق التوجه فليكن نقده علميا جاريا على طريقة أهل الفن .
ولكن الناس عاطفيون، يجعلون من اعتقدوا صلاحه وظهر إيمانه غير جائز انتقاده ، مع أن النقد ليس في صلاحه ، وليس متعرضا لعبادته وعلاقته مع ربه ، وإنما فيما سطره من العلم ، ولو أن العلماء مشوا على ما يريده الناس لما ظهرت هذه الكتب ولما بانت هذه التحقيقات.
وأيضا لم يقل أحد من الأولين والآخرين بأن الناقد لا ُيقْبل نقده إلا حيث كان مماثلا للمنقود علما وفهما وتأليفا وسنّا، هذا غير معتبر وغير منظور إليه أصلا ، المهم - كما قلت - أن يتحرى الإنصاف ، وأن يجري على قواعد العلم ومصطلحاته.
*كَتَبَهُ : سامي الأزهري .

قال عبدالسلام هارون في كتابه النفيس ( قطوف أدبية ) :

النقد أبدًا خادم للعلم ، وليس ضربًا هينًا من فنون الهجاء ، وإنما هو فنّ رفيع يتأتّى إليه الأديب في خلق سمح ، وخطاب كريم .

ومن فقه العلامة البحاثة محمد كرد علي أنه ختم كلامه مرّة في كتابه ( المعاصرون ) بقوله:
إن النقد حياة العلم ، وإن لمن ينقدني ثلاث منن عليّ :
يفيدني
يفيد الناس
يفيد العلم
أما التقريظ والمدح فلا ينفع أحدًا.

ملحوظة :
لست ملزمة أحدا أن يأخذ برأيي مجردا خصوصا إذا لم يوافق الكتاب والسنة ، ولكل وجهة هو موليها، فاستبقوا الخيرات. :)

*******




بدايةً :

#هذا العرض لمنهاج تفكر (حقيبة الأسرة فقط)

# المنهاج ليس منهاجًا عقديا , أو دينيًّا بحتًا .. فهو متكون من 4 وحدات ..
عناوينُها كالتالي :

*المستوى الأول : أنا إنسان مميز ..
وفيه وحدتين : | أحب ربي
                   | أنا مسلم عابد
*المستوى الثاني :أنا أحبكم
وفيه وحدتين : | أنا مميز
                   | أنا أحبكم

******
مما يُميّز هذا المنهج :
| الرسم الجميل المُتقن ؛ لدرجة الانبهار ..؛ تنبهر حتى تلتهي بالجمال عن وجود ماينقده أو ينقضه ..
ــــــــــــ
| الألوان الزّاهية ..
ــــــــــــ
| التعرف إلى الله عن طريق أسمائه الحسنى وتوظيفها في القصص ..
ــــــــــــ
|الشخصية الثابتة في كل القصص ، مما يربط الطفل بهذه الشخصية ..
ــــــــــــ
|احتوائه على نشيد في كل قصة يخدم هدفها ..
ــــــــــــ
|احتوائه على أسئلة بعد القصة ، لتختبر معلومات الطفل ، وتُثبّت الهدف ..
ــــــــــــ
|احتوائه في آخر الكتاب على آية قُرآنية تحوي هدف القصة ..

*****

المآخذ على المنهاج :

| احتوائه على عدة أخطاء عقدية كررت في بضع قصص أو أقلّ (والبضع للعدد من الثلاثة إلى التسعة)  :
1. أن الله خلقك أيّه الإنسان .. لأنه يُحبك .. والله يقول :"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات56) الحكمة من خلق البشر .
2.أن الله خلق السماوات والأرض وأنعم عليك بكل هذه النعم لأنه يحبك ..!ولتَسعَد أيهَ الإنسان ..!
والله يقول :"اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا" (الطلاق 12) تفسير الآية  ، كما أن ذلك للابتلاء والاختبار .."
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا" (هود7 )
3.إطلاق كلمة الهوى على الله (أهواك) في بعض الأناشيد .. ولايصح أن نطلق على الله إلا مابلغنا عنه من الخبر الصادق في القرآن أو السّنة ، كما أن الهوى أطلق في الشرع على الهوى المذموم .. هنا للاستزادة .
4.أن الإنسان (أجمل) مخلوقات الله ..
والله تعالى حينما تكلم عن جنسِ بني آدم في القُرآن قال :"
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَم وحملناهم فِى الْبِرِّ وَالْبَحْرِ وَرزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً"
التكريم والتفضيل ،قال ابن عاشور رحمه الله :
" وَلَا شَكَّ أَنَّ إِقْحَامَ لَفْظِ ( كَثِيرٍ ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا ) مُرَاد مِنْهُ التَّقْيِيد وَالِاحْتِرَازُ وَالتَّعْلِيمُ الَّذِي لَا غُرُورَ فِيهِ ، فَيُعْلَمُ مِنْهُ أَنَّ ثَمَّ مَخْلُوقَاتٍ غَيْرَ مُفَضَّلٍ عَلَيْهَا بَنُو آدَمَ ، تَكُونُ مُسَاوِيَةً ، أَوْ أَفْضَلَ ؛ إِجْمَالًا أَوْ تَفْصِيلًا .
وَتَبْيِينُهُ يُتَلَقَّى مِنَ الشَّرِيعَةِ فِيمَا بَيَّنَتْهُ مِنْ ذَلِكَ، وَمَا سَكَتَتْ فَلَا نَبْحَثُ عَنْهُ " انتهى من "التحرير والتنوير" (15/ 166). للاستزادة .
كما أنّ هذا نسبيّ .. إذ أن الجَمال عند أناس قد لايكون كذلك عند آخرين ..، وأيضا ليسَ من الحكمة إذا أردنا أن نبين لأحد جمال أو تكريم شيء أن نذم فيما سواه .
4.أن تتمنى المخلوقات أن تصبح كالإنسان ..وورد ذلك في قصّة واحدة .. وهذا فيه مآخذ ؛ أولها إيصال الطفل إلى أن مخلوقات الله معترضة على ماهي فيه ، وتريد أن تكون كالإنسان ..وثانيها؛ أن من أوجه تكريم الله للإنسان حمله للأمانه .. والله تعالى قد قال :"
إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا (72الأحزاب) تفسير الآية ؛ وذُكر في تفسير ابن عاشور أن تخصيص { السماوات والأرض } بالذكر من بين
الموجودات لأنهما أعظم المعروف للناس من الموجودات ..فتمنّي المخلوقات أن تصبح كالإنسان فيه مُخالفة ظاهرة للآية .. إذ أن الله عرضَ حمل الأمانة قبلا على أعظم المخلوقات وأبوا حملها ..
5.تعليق أمر حب الطفل لربه بأمور لاتصح .. (إذا أحب الطفل ربه تكبر الوردة ، وإذا أحب ربه تُضيء النجمة )! والمخلوقات مردّ أمرِها إلى الله ، وفعله وإرادته ؛وتلك أمور توقيفية لا مجال لإدخال العقل فيها ..
أما الدليل والنص الذي ورد في محبة الله على لسان رسوله "إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ قَالَ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ قَالَ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ "(رواه مسلم )
6.إيصال معنى الحب في هذه القصص بطريقة كلاميّة مُجردةٍ من العَمَل(وأعيد التنويه على أنها بضع قصص أو أقلّ ليس كُلها، ففي بعضها الآخر قُيّدت بالعمل )
كما أن المحبة لها براهين .. يمكن القراءة والاستزادة من ذلك في بعض صفحات كُتيّب المحبة للمنجد ،
وبعض الصفحات من كتاب تهذيب موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين للغزالي ،

وهي نافعة ماتعة .
ــــــــــــ
| الخيال الواسع والعجيب والذي لايمكن حدوثه بأيّ حال :
*مثل أن تصبح الوردة في حجم الشجرة ويكون لها أجنحة وتطير .
* أن يقفز الصندوق ..
*أن يطير قلب كأنه طائر ..
* أن ينسى الانسان أنه إنسان .. (هو سُمّي إنسانا لكثرة نسيانه ؛ حتى أنه قد ينسى ربه لغفلته .. لكن أن ينسى أنه إنسان فهو غير وارد )
*كُنت قد انتقدتُ أن أغلب الأشياء تتكلم مع أنوس ، حتى سمعتُ هذا المقطع الجميل للشيخ سعيد الكملي ..(هل تتكلم الأشياء؟ ) .
ــــــــــــ
|عرض بعض السلوكيات السيئة والتي كان يمكن الاستغناء عنها وايصال الهدف دون التطرق لذلك ؛ فبعض الأطفال قد ينشغل بالسلوك السيء ويعمل به بعيدا عن الهدف الأصلي لذلك ؛ وقد عاينت ذلك الأمر بنفسي ..
*مثل اطلاق كلمة (غبية) على إجابة شخص ما عن سؤال ما ..
*كسر أداة ملك شخص ما .
*ومثل : عدم رضا الفتاة عن نفسها وجمالها وكرهها لذاتها لأنها تريد أن تصبح مثل فلانة .
ــــــــــــ
| عرض أنوس بأنه شخصيّة مثاليّة لاتخطئ ؛ عدا موضع .. وكل إنسان خطاء ..
ــــــــــــ
| كلمات وأهداف بعض القصص ورد في الحديث فيها نصوص كثيرة ، وكُنت أرى توظيف الحديث بدلا من كلام البشر ؛ والحفاظ على السبكة الأدبية النثرية ..
******

إذا من تمتلك المنهاج بالفعل .. مالعمل الآن ؟

أعددنا مجموعة للنقد تم نقد بضع قصص فيها وبإذن الله يستمر النقد فيها لكل القصص ..
وتعتمد الفكرة على التعديل وفق المنهاج والصور فيه بما يتناسب معه ويخدم الهدف الذي نريد ..
يمكنكم الانضمام للمجموعة منهاج تفكر ، دراسة نقدية بعد إرسال رسالة لمُديرة المجوعة تؤكدين فيها امتلاكك للمنهاج ..
*****

مالترشيحات البديلة لمنهاج تفكر مع أنوس في جزئية العقيدة وأسماء الله الحُسنى للأطفال ؟

هذا في طور الدراسة وبإذن الله لو تحصل العثور على البديل سنشارككم به ..

*****
إن أخطأت فمن نفسي والشيطان وإن أصبتُ فمن الله ..
وفقكم الله لرضاه ، ونفعكم بما دوّنّاه ..